تعليق مفاجئ لبرنامج مراقبة الحليب في أمريكا يثير مخاوف بشأن سلامة الأغذية

في خطوة أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الصحية والغذائية داخل الولايات المتحدة، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن تعليق برنامجها المعتمد لمراقبة جودة الحليب السائل ومنتجات الألبان، وسط تراجع القدرة التشغيلية لقسم سلامة الغذاء والتغذية بالإدارة.

وجاء في رسالة داخلية اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، أن قرار التعليق جاء نتيجة تراجع الموارد البشرية والفنية، وهو ما انعكس على قدرة مختبر مركز موفيت، المسؤول عن إجراء اختبارات الكفاءة، على الاستمرار في دعم البرنامج.

القرار شمل تعليق اختبارات الكفاءة للحليب الخام من الدرجة "أ"، وهو التصنيف الأعلى من حيث السلامة الصحية للحليب السائل، بالإضافة إلى وقف برامج أخرى كانت تستهدف الكشف عن فيروسات خطيرة مثل إنفلونزا الطيور، وكذلك مسببات الأمراض مثل الطفيلي "Cyclospora".

ويُعتبر هذا البرنامج من الدعائم الأساسية لنظام مراقبة الأغذية في الولايات المتحدة، حيث تعتمد عليه المختبرات المعتمدة لضمان دقة نتائج الفحوصات والالتزام بمعايير الاعتماد والجودة.

تأتي هذه التطورات في ظل تداعيات انسحاب نحو 20 ألف موظف من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، من ضمنهم موظفون في إدارة الغذاء والدواء، وذلك في أعقاب سياسة تقليص القوى العاملة التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأكدت الإدارة في رسالتها أنها بصدد دراسة حلول بديلة لإعادة تشغيل البرنامج خلال السنة المالية القادمة، مع الالتزام بإبقاء المختبرات المعنية على اطلاع بكافة المستجدات.

وتزامن هذا القرار مع تصاعد التحذيرات من مخاطر صحية متعلقة بمنتجات الألبان في الولايات المتحدة، من بينها سحب عبوات حليب من الأسواق بسبب احتوائها على بكتيريا الليستيريا، فضلًا عن تقارير تتحدث عن نفوق قطط بعد إصابتها بإنفلونزا الطيور جراء استهلاك حليب ملوث.

المخاوف تتزايد في الأوساط العلمية والطبية من تأثير هذا التعليق على نظام الرقابة الغذائية، وسط مطالب بإجراءات عاجلة لضمان استمرار برامج الفحص الحيوية وحماية صحة المستهلكين.